-A +A
رمزي عبد الجبار (جدة)
لم يجد أمير مكانا للهرب من ضغوط الحياة والظروف القاسية التي يعيشها، سوى جسر المشاة الواقع في شارع الذهب جنوب جدة، إذ يقضي الشاب جزءا كبيرا من وقته في ذلك الموقع، متخذا من الكراتين والاكياس البالية فرشا ووسادة في المكان الاستراتيجي منذ ثلاثة أشهر، إذ يتوجه مع شروق الشمس للعمل في سوق العمل، ويقضي بقية النهار في نقل البضائع في أسواق البلد، بين المحال ومركبات الزبائن، وحين يرخي الليل سدوله يتوجه إلى المأوى فوق الجسر. وبين أمير أنه يعطي والده جزءا كبيرا مما يحصل عليه من أجر، لينفق على علاج شقيقه المصاب بالمجنون، مرجعا ابتعاده عن منزل أسرته حتى لا يكون عبئا على والده الذي لا يملك أي عمل أو دخل.
لكن أمير لا يستطيع العمل باستمرار، فأحيانا يجد نفسه عاجزا عن الإقدام على أي خطوة، لمعاناته من بعض الأمراض، من ورم في البطن، خصوصا أنه خضع لعملية فتاق، وبعد فترة ظهر ورم غريب في بطنه ولم يراجع المستشفى لعدم السيولة المادية..

وذكر أنه يحرص على فعل الخير على الرغم معاناته من المرض والفاقة، إذ يداوم على خدمة المصلين في المسجد الذي يقع تحت الجسر، ويوزع عليهم الماء، دون مقابل، مشيرا إلى أنه يقدم على ذلك العمل دون أن ينتظر جزاء أو شكورا من أحد، فهو (على حد قوله) يشعر براحة نفسية حين يقدم المساعدة للآخرين، بقدر إمكاناته، إضافة إلى أن أبواب الخير دائما ما تفتح له، ويغمره المحسنون بكرمهم.